Wednesday 20 July 2016

ناصر- كنيدي... نموذج للعلاقات المصرية- الأمريكية




كذب البعض الكذبة وصدقوها ورددوها وأشاعوها وجعلوا منها حقيقة لا تقبل جدلا، ولم يلتفتوا إلى أنهم أولا كذابون، ولا إلى أنهم ثانيا زيّفوا وعي الناس، وضللوهم، أي أشاعوا الفاحشة في المجتمع، ولا إلى أنهم ثالثا أضروا بالوطن وبالتاريخ معا!

الكذبة هي أن مصر بعد ثورة يوليو، وأن عبد الناصر شخصيا سبب العداء للولايات المتحدة وللغرب عامة، وأن يوليو والناصرية كانا مصابين بالخوف المرضي "الفوبيا" من الأمريكان إلى آخر الأطروحة التي روّج لها الكذابون من خصوم ثورة يوليو وجمال عبد الناصر، وهم خصوم يمتدون في الزمان منذ قانون الإصلاح الزراعي الأول سبتمبر 1952، ويمتدون في المكان من العزب والأبعديات إلى المنتجعات والمعازل المحاطة بالأسوار، وأيضا صالونات مدعي الارستقراطية والفشخرة الليبرالية!

الكذبة مفضوضة بالوثائق والوقائع ومجريات الأحداث، فلا مصر مع ثورة يوليو ولا عبد الناصر كانوا من وراء المواقف الأطلسية المناوئة لاستقلال الإرادة المصرية.. لأن التاريخ يقول لنا إن الوفد المصري عندما ذهب لمؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية ليطلب الاستقلال لبلاده- وفقا لمبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون- لم يجد استجابة، لا من أوروبا ولا من أمريكا.

ولقد وصل إلى يدي عبر الصديق المحترم المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر كتاب بعنوان "الرسائل التاريخية بين عبد الناصر وكنيدي" نقلها إلى العربية الدكتور أنيس مرسي، والكتاب عبارة عن رسالة قُدِّمت لنيل درجة الدكتوراه في الفلسفة في قسم التاريخ بجامعة ملبورن الأسترالية، قدمها الدبلوماسي والسياسي والمفكر البريطاني وليام ييتس William Yates خريج القانون في جامعة أكسفورد عام 1947، والحاصل على شهادة في التعليم عام 1975 من جامعة ملبورن، والنائب السابق في مجلس العموم البريطاني عام 1955 والنائب السابق في البرلمان الفدرالي الأسترالي 1975-1980، وعضو في لجان برلمانية كثيرة في بريطانيا وأستراليا، والضابط السابق في الجيش البريطاني، والحاكم السابق لجزيرة كريسماس الأسترالية، وقد قابل الرئيس عبد الناصر وتباحث معه عدة مرات حول مواضيع كثيرة.

وتتناول أطروحة الدكتوراه الأيام الأولى للحرب الباردة في الشرق الأوسط، منذ عام 1947 وحتى اغتيال الرئيس كنيدي في نوفمبر 1963، والمشاكل الدولية والحروب التي تبعت إنشاء دولة إسرائيل وظهور القومية العربية بعد ثورة يوليو 1952، وتتعرض الأطروحة لسياسة الرئيس ترومان، وتراجع العقيدة السياسية للرئيس أيزنهاور، ثم التغيير في سياسة أمريكا في عهد الرئيس كنيدي ومبادرته لحل الصراع العربي- الإسرائيلي.

وقبل أن أنتقل إلى صميم موضوع هذه السطور، وهو أبعاد العلاقة المتميزة بين جمال عبد الناصر وبين جون كنيدي كنموذج للعلاقات المصرية- الأمريكية؛ أتوقف طويلا أمام ما أسماه صاحب الدكتوراه "دور الأشخاص في القضايا العالمية"، ونجد أمامنا ثلاثة أسماء لثلاث شخصيات يهودية وصهيونية كانت صاحبة الأثر الرهيب في سياسات الولايات المتحدة وتوجهات الرؤساء الأمريكيين ترومان وأيزنهاور وكنيدي.. الشخص الأول هو إدوار "إيدي" جاكوبسون:

وهو معروف في الأوساط السياسية بـ(إيدي)، وهو واحد من ستة إخوة من أصل يهودي من لتوانيا، وكان يقيم في نيويورك، ثم ذهب إلى مدينة كانساس في سن 14 عاما ليعمل في محل والده ولكنه أصبح رجل أعمال مهمًا في صناعة المنسوجات. عندما كان في الجيش الأمريكي خدم مع هاري ترومان في أواخر عام 1917 وبدأت بينهما صداقة تطورت إلى شراكة تجارية بعد أن باع ترومان الماشية والآلات الزراعية في مزرعة الأسرة بمبلغ خمسة عشر ألف دولار وفتحا سويا محلا تجاريا في مدينة كانساس في ولاية ميسوري، واسميا المحل ترومان/ جاكوبسون.

ازدهرت تجارتهما أولا ولكن في عام 1922 واجهتهما مصاعب مالية كبيرة وأصابتهما الديون وانتهت الشراكة بينهما ولكن الصداقة لم تنته.

إن تأثير جاكوبسون على ترومان في أوائل عام 1948 مثل واضح على تأثير الأشخاص على المسؤولين لتغيير السياسة الدولية، فلقد أقنع جاكوبسون الرئيس ترومان بتغيير سياسته حول فلسطين، لقد كتبت مارجريت، ابنة الرئيس ترومان، عن حياة والدها "إني لا أعتقد أن والدي قد تناقش مع جاكوبسون عن السياسة إلا بطريقة سطحية ومبسطة ووقتية، ولكن التقارير أثبتت أنه كلما ذهب ترومان إلى كانساس كانوا يقابلون أصدقاءهم هناك ويأكلون سويا، ومهما قالت السلطات عن إيدي جاكوبسون فإنه كان قريبا من المنظمات الصهيونية وكان قريبا من البيت الأبيض وموظفيه، خاصة في الوقت الحرج عندما كانت الأمم المتحدة تبحث موضوع تقسيم فلسطين وإنشاء وطن قومي لليهود".

عندما ظهرت نية أمريكا في تأجيل قرار التقسيم ضغطت إسرائيل على جاكوبسون للتدخل وإقناع ترومان بمقابلة حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، علما بأن ترومان كان دائما يرفض مقابلته أو أي شخص آخر موالٍ لليهود، وكان قد رفض مقابلته في فبراير 1948 لكنه نجح في مقابلة ترومان في الشهر التالي مارس 1948، وحددت مقابلة سرية في 18 مارس 1948، ولقد ذكرت هذه المقابلة سابقا لأثبت ان الأشخاص يمكنهم التأثير على السياسة الدولية، والذي نتج عنها دعم أمريكا الكامل لإسرائيل وحمايتها، وعلى ذلك يمكن اعتبار جاكوبسون عاملا مساعدا في إنشاء دولة إسرائيل.

والشخص الثاني هو جودا ناديتش.

كان جودا ناديتش يعمل في الجيش الأمريكي عام 1942 كرجل دين. خدم في أيرلندة الشمالية وإنجلترا ثم فرنسا، كان مركزه الرئيسي في أوروبا كمستشار لرجال الدين في الجيش فيما يخص الدين اليهودي، ثم استدعاه الجنرال أيزنهاور كمستشار له في الأمور الدينية اليهودية، وكان عمله يتركز على مشاكل اليهود الهاربين من أوروبا. عند تعيينه كان منتدبا لمدة 300 يوم، ولكنه ظل في هذا المنصب حتى انتهاء الحرب.

كان عمل ناديتش يختص باللاجئين، خاصة اليهود منهم، والتأثير على القائد العام للجيوش الأمريكية الجنرال أيزنهاور، فأصبحت أوروبا كلها تهتم باللاجئين، خاصة اليهود، الذين قاسوا من أفران الغاز السام.

هنا لم يعد يوجد شك في تأثير ناديتش على أيزنهاور، مما جعله يهتم باللاجئين في أوروبا خاصة اليهود، ولقد زار معسكر اللاجئين اليهود الكائن بجوار مدينة ميونخ في 17 سبتمبر 1945، وقال لهم "إنني سعيد جدا أن أزور هذا المعسكر، خاصة في هذه المناسبة الدينية (يوم كيبور)، إنكم هنا بصفة مؤقتة ويجب أن تصبروا لأنكم سوف تذهبون إلى الأماكن التي تريدون الذهاب اليها". وجهزت إدارة المعسكر والمؤسسة الصهيونية بمذكرة تعرف باسم مذكرة أيزنهاور تطلب منه فتح أبواب الهجرة إلى فلسطين وإنشاء دولة يهودية.

بعد هذه الزيارة بثلاثة أيام أصدر أيزنهاور مذكرة للأمم المتحدة كان عنوانها "الأمم المتحدة وموقف اللاجئين ومن ينتمون إليهم"، إن هذه المذكرة كانت تحتوي على توصيات ناديتش إلى رؤسائه ومنهم إلى أيزنهاور، وكانت المذكرة تحتوي على توصيات بإعطاء الأولويات والأفضليات في الوظائف للاجئين اليهود قبل الألمان، وثانيا أن يعطى لهم المؤن والطعام وما يزيد عنهم من الخضروات إلى معسكرات اللاجئين ومن بينهم اليهود.

يعترف أيزنهاور بأنه وإخوته تربوا على تعاليم العهد القديم، ويحكي أنه كان يقول "تربيت وأنا أعتقد أن اليهود هم شعب الله المختار، وأنهم أعطونا المبادئ والأخلاق والحضارة، وعلى اليهود أن يعلموا أنهم لن يجدوا صديقا لهم أكثر مني". عندما سمع اليهود ذلك في معسكر اللاجئين اعتقدوا أنه يمكنهم الذهاب إلى أي مكان يريدونه، وكان أول هذه الأماكن هو فلسطين، ولكثرة العدد ولعلمهم أن هذا سيثير غضب العرب لتفهمهم أن أوروبا تريد أن تخلص ضميرها من الذنب، ومع علمهم بأنهم يعطون ما لا يملكون لمن لا يستحق، قررت حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني إنشاء معسكر لهم في قبرص ليستوعب العدد الكبير.

أما الشخص الثالث فهو أبراهام فاينبرج.

أبراهام (أيب) رجل ثرى جمع ثروته من صناعة الثياب والملابس الرسمية، ثم عمل بالتجارة المختلفة حتى حاز على توكيل الكوكاكولا في إسرائيل عام 1967.

لعب فاينبرج دورا مهما في السياسة العالمية أيام كنيدي بعد أن ساعد في الحملة الانتخابية للرئيس هاري ترومان عام 1948 للحزب الديمقراطي، خاصة عندما واجهت الحملة الانتخابية أزمة مالية واحتياجها إلى ضخ كمية من الدعم المادي لكي تكمل طريقها، فأنقذ فاينبرج الموقف بتبرعه بمبلغ 60 ألف دولار، وبالفعل نجح الحزب في حملته الانتخابية، ما دعا ترومان إلى إرسال خطاب شكر مكون من 7 صفحات إلى فاينبرج.

لم يكن فاينبرج داعما للحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي فحسب بل كان أيضا رئيسا لمنظمة دعم إسرائيل، وكان يعتقد أن إسرائيل يجب أن تمتلك سلاحا نوويا، فعمل لجمع المال لها حتى تبني المفاعل الذري في ديمونا، ولما لم يكن في مقدور إسرائيل توفير المال بالطرق المعروفة من المساعدات الأمريكية. عمل فاينبرج في جمع المال لتنفيذ هذا المشروع، ولقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت شمعون بيريز بأن مشروع ديمونا لم يكلف إسرائيل سنتا واحدا، وأن تمويله تم بمعونة المليونيرات اليهود المهتمين بهذا المشروع. وشارك بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير ماليته شمعون بيريز في عدم إخفاء أمر ديمونا وإمكانياته الصناعية لإنتاج الأسلحة النووية. كان فاينبرج مهما أيضا في جمع الأموال لمساعدة الحملة الانتخابية للرئيس كنيدي عام 1960 ونتيجة لذلك كان له تأثير على كنيدي.

وكانت مهمة فاينبرج في إخفاء سر ديمونا سهلة لعلاقته بماير فلدمان الذي عينه كنيدي مستشارا له لشؤون اليهود وإسرائيل بعد أن كان معاونا في الحملة الانتخابية، بالرغم من أنه لم يخف تعاطفه مع إسرائيل إلا أنه كان بإمكانه الاطلاع على رسائل البيت الأبيض التي تخص الشرق الأوسط، وكان هذا يحرج جورج بندي مستشار كنيدي للأمن القومي.

استمر الاتصال بين كل من فاينبرج وفلدمان مع رئيس وزراء إسرائيل بن جوريون ووزير دفاعه شمعون بيريز لمدة طويلة، ولقد قال فاينبرج عن بيريز إنه كلما قابلني وطلب المساعدة أعطيه، كما كان يفخر لدعمه إسرائيل وأسلحتها السرية. بالرغم من أن إدارة البيت الأبيض وكنيدي شخصيا حاولوا ألا تتمكن إسرائيل ومصر من صنع أسلحة نووية إلا أن ديمونا كانت تعمل في سرية تامة تحت أنف الإدارة الأمريكية وبأموال أمريكية كان يجمعها فاينبرج. إن منع انتشار الأسلحة النووية كان من أولويات سياسة كنيدي، وهو السبب في إرسال ماكلوي إلى الشرق الأوسط كما أخبرني هرمان ايلتس عند مقابلتي معه.

كما ذكرت في الجزء الأول من البحث فإن كنيدي كان منزعجا عندما علم بالأمر. أراد أن يرسل فرق تفتيش ولكن فاينبرج عارض ذلك، وعندما أصر كنيدي انزعج فاينبرج الذي أعلن مرة "أن إصرار كنيدي على التفتيش لم يعد يترك خيارا أمام إسرائيل وكان من واجبي أن أخبرهم (أي إسرائيل) على إصرار كنيدي كانت مهمتي صعبة وبها نوع من الخداع"، ولقد حاربت أعنف معركة في حياتي لمنع كنيدي من عمل تفتيش كامل، وتدخلت شخصيا أكثر من مرة بعد أن يخبرني فلدمان بما يحدث في البيت الأبيض.

لقد بلغ عدد الرسائل المتبادلة بين ناصر وبين كنيدي في الفترة من 1961 إلى 1963 أربعا وعشرين رسالة، كانت بالترتيب من ناصر لكنيدي في 20 فبراير 1961، ورد كنيدي في 1 مارس 1961.. أربع عشرة رسالة متبادلة في 1961 ثم رسالتان في 1962 "22 أكتوبر 1962 و31 أكتوبر 1962".. ثم ثماني رسائل عام 1963.

إن الرسائل كلها توضح بجلاء أنه لم يكن ثمة تطابق بين مواقف الجمهورية العربية المتحدة وبين مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن التقدير والاحترام المتبادلين يكشفان أنه كان بإمكان دولة صغيرة من دول العالم الثالث، خارجة لتوها من احتلال أجنبي بريطاني دام أكثر من سبعين سنة، أن تفرض احترامها على أكبر وأقوى دولة في العالم المعاصر، وهي الولايات المتحدة، المنتصرة في الحرب العالمية الثانية!

ولأن المساحة لن تتسع قطعا لكي أنشر كل الرسائل، ولا حتى أن أنشر نص رسالتين بأكملهما بين الرجلين، فإنني سأكتفي بأن أقتبس نص بعض الفقرات التي توضح ما أذهب إليه عن هذا الاحترام.

ففي رسالته المؤرخة 11 مايو سنة 1961 كتب جون ف. كنيدي ما نصه: "...وبالإشارة إلى العلاقات بين الجمهورية العربية المتحدة والولايات المتحدة أعترف بأن آراءنا حيال المسائل الهامة ليست متشابهة دائما، إلا أنني في الوقت نفسه أشعر بسرور لأن العلاقات مستمرة بيننا في كثير من الميادين بطريقة تعود بالنفع على الجانبين، ولأن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة بمقادير لها مغزى قد لعبت دورا هاما في برنامج النهوض والتنمية الذي وضعتموه بكل دقة.. وتعلمون أنني اقترحت على الكونجرس أن يوافق على أن تساهم الولايات المتحدة في المحافظة على آثار النوبة، وأننا ما زلنا نرحب بمئات الطلبة المنتمين إلى الجمهورية العربية المتحدة الذين التحقوا بالمعاهد الأمريكية لاستكمال دراستهم وتعليمهم. ولقد حدثني السفير راينهارت أثناء مشاوراته الأخيرة في واشطن عن البرنامج العظيم الذي وضعته الجمهورية العربية المتحدة لإنشاء قاعدة للصناعة تسمح بزيادة الرفاهية وبرفع مستوى المعيشة لمواطنيكم أجمعين، وإنني لمسرور بوجه خاص لأننا استطعنا في كثير من المرات أن ندبر- في ظروف ملائمة- بيع كميات كبيرة من القمح وغيره من المواد الأخرى إلى الجمهورية العربية المتحدة لاعترافنا بأهمية الشعب إذا ما كان غذاؤه كاملا.. وإنني آمل أن يستمر بيننا مثل هذا التعاون المفيد للجانبين، كذلك آمل أن تتجلى لكم فائدة آرائي هذه عن الشرق الأوسط، ونظرا للتاريخ الطويل للعلاقات الودية بين الشعب العربي والشعب الأمريكي ونظرا للترابط بين كل الناس الذين يرغبون في أن يبقوا أحرارا؛ أود أن أتأكد من ألا تكون لديكم أنتم وغيركم من زعماء العرب فكرة خاطئة عن موقفنا حيال الشعب العربي.. إن موقفنا ما زال ينطوي على الصداقة المخلصة، وأعتقد أن المستقبل سيزيد من العلاقات الودية بين بلدينا وبين شعبينا المحبين للسلام ما دامت هذه العلاقة قائمة على أساس احترام كل جانب لآراء الآخر، وعلى أساس الاهتمام المشترك بتحسين حال البشرية، وكذا على أساس المساهمة المشتركة في الجهود الخاصة بإزالة أسباب التوتر الدولي".

المخلص
جون. ف. كنيدي
هكذا يتحدث كنيدي عن تخطيط مصر بدقة، وعن اتجاهها للتصنيع، وعن دورها في السياسة العالمية، وعن الاحترام المتبادل!
                          
نشرت في جريدة المصور بتاريخ 20 يوليو 2016، عدد رقم 4789.

No comments:

Post a Comment